تراثنا قلب هويتنا

 

إن الحفاظ علي تراثنا الثقافي يبدأ من حفاظنا علي لغتنا العربية لغة “ض” لغة القرآن الكريم معجزة خاتم الرسل ومعلم البشرية سيدنا محمد، والحفاظ علي عاداتنا و تقاليدنا هي أيضا موروث ثقافي، والحفاظ على حضارة سبعة آلاف سنة، تلك الحضارة التي أمنت بضرورة نقل التراث الثقافي من خلال الآثار الفرعونية التي تركوها لنا لتصبح دليل مادي على وجود حضارة، و لكن لا يكفي ذلك بل يجب التعلم من تلك الحضارة التي كانت تقيم المحاكم لمن يلوث نهر النيل، وذلك للحفاظ علي تراثنا الطبيعي، يقصد به ترشيد العلاقة بين الإنسان والمحيط الحيوي لضمان وصول تلك التراث إلى الأجيال القادمة.

ففي الدورة السابعة عشر لمؤتمر اليونسكو عام اثنان وسبعون تم التوصل إلى اتفاقية التراث العالمي والتي تضم مائة و تسعون بلدا منها مائة وسبعة وخمسون بلدا مدرجة ضمن قائمة ممتلكات التراث العالمي التي تمتلك تسعمائة واثنان و ستون موقع مقسم إلى سبعمائة وخمسة وأربعون موقع ثقافي ومائة وثمانية وثمانون موقع طبيعي وتسعة وعشرون موقع مختلط وتعرف التراث الطبيعي بأنه المعالم الطبيعية المتآلفة من التشكيلات الفيزيائية والجيولجية والبيولوجية أو مجموعة من تلك التشكيلات التي لها قيمة عالمية استثنائية من وجهة النظر الفنية والجمالية، حيث تغطي المناطق المحمية في العالم حوالي اثني عشر بالمائة من مساحة العالم وتعترف قائمة التراث الثقافي فقط بثمانية بالمائة من تلك المناطق المحمية

وتهدف تلك الاتفاقية إلى حفظ وصون وحماية ونقل التراث الي الاجيال القادمة حيث تشدد على دور المجتمع المحلي في الحد من تغيرات المناخ والتوسع العمراني الذي يهدد هذا التراث.

وطبقا لقائمة التراث العالمي نجد أن مصر بها منطقة أبو مينا والقاهرة الإسلامية ومدينة طيبة ومقبرتها ومعالم النوبة من أبو سمبل إلى فيلة وممفيس من الأهرامات بالجيزة إلى دهشور والقديسة كاترين وهذا التراث مصنف أنه تراث مختلط بالإضافة إلى وادي الحيتان، تراث ثقافي، وبالنسبة للتراث الطبيعي في مصر نجد أن حوالي ستة بالمائة من مساحتها محميات طبيعية يصل عددها إلى ثلاثون محمية حوالي ثلاثة عشر وأربعة عشر من مائة بالمائة محميات أرضية وأربعة وخمسة وتسعون بالمائة محميات مائية وذلك طبقا للتصنيف الدولي لصون وحماية الطبيعة

وقد جاء إنشاء المحميات الطبيعية للحد من الخلل في التوازن الطبيعي وطبقا لقانون مائة واثنان لعام ثلاثة وثمانون، حيث تبذل وزارة البيئة قطاع صون الطبيعة جهود متميزة في تأسيس شبكة من المحميات وإدارتها بطريقة تعمل على استدامة الموارد الطبيعية حيث تساهم بحوالي ستون بالمائة من دخل السياحة في مصر لما تمثله من نماذج للنظم البيئية المختلفة مثل أراضي رطبة وصحراء وتراكيب جيولوجية وبحرية.

وفي النهاية إن الحفاظ وصون ونقل تراثنا سواء الثقافي أو الطبيعي إلى الأجيال القادمة هو حجر الزاوية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث أن الثقافة هي المحور الرابع للتنمية المستدامة كما ذكرت منظمة اليونيسكو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المنشورات الأحدث

قصيدة من مسيرة المهندس وليد حسان الأشوح، مبرزةً اهتماماته المتنوعة في مجالات التنمية المستدامة، البيئة، والبحث العلمي

وليد حسان الأشوح *قصيدة: "رجلٌ من نورٍ واستدامة"** على دربِ العِلْمِ والخيرِ يسيرُ، في كُلِّ خطوةٍ ينبضُ الضميرُ، شُعاعُ فكرٍ في...