مبادرة حياة كريمة لزراعه أسرية

 

تقف الزراعة اليوم على مفترق طرق. تواجه ضغوطًا متزايدة لتوفير أغذية كافية ومكلفة ومغذّية لعدد متزايد من السكان مواجهة تغير المناخ وتدهور الموارد الطبيعية، بما في ذلك ندرة المياه واستنزاف التربة وفقدان التنوع البيولوجي. أدت أوجه التفاوت الاجتماعي والاقتصادي المنتشرة والمستمرة بين المناطق الريفية والحضرية إلى مستوى لم يسبق له مثيل من التهميش الاجتماعي والصراع في بعض الأحيان.

يعيش ما يقرب من 80 % من فقراء العالم و أكثر من 600 مليون مزرعة في العالم وأكثر من 90 % من المزارع يقوم بتشغيلها فرد أو أسرة و المزارع العائلية تشغل ما بين 70 إلى 80 % من الأراضي الزراعية وتنتج أكثر من 80 % من الأغذية في العالم من حيث القيمة.

لتفادي ذلك يجب ان تكون الإجراءات التحويلية فعالة بحيث تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية حيث يحتل المزارعون الأسريون بمن فيهم الرعاة و الصيادين والغابات والسكان الأصليون ومجموعات أخرى من منتجي الأغذية لأنهم العمود الفقري للهيكل الاقتصادي الريفي.

أعلنت الأمم المتحدة عقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية 2019-2028 في كانون الأول / ديسمبر 2017 لتحقيق تغيير إيجابي تتمتع فيه المجتمعات الريفية بنوعية حياة عالية المستوى بكرامة وإنصاف وخالية من الجوع والفقر و النظم الغذائية والزراعية المتنوعة والصحية والمستدامة .

يتمتع المزارعون الأسريون عند دعمهم بالسياسات والبرامج الإيجابية إمكانات فريدة لأن يصبحوا عوامل رئيسية في استراتيجيات التنمية و بقدرة فريدة على معالجة فشل نظام الغذاء العالمي الذي ينتج ما يكفي من الغذاء للجميع و قدرتهم على تطوير استراتيجيات جديدة وتقديم استجابات مبتكرة للتحديات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية الناشئة و حماة للتنوع البيولوجي والحفاظ على المناظر الطبيعية والحفاظ على التراث المجتمعي والثقافي و لديهم المعرفة لإنتاج طعام مغذي ومناسب ثقافياً كجزء من التقاليد المحلية.

يمكن للمزارعين الأسريين الفقراء أن ينتقلوا من حالة الكفاف إلى حالة خلق فرص لتوليد الدخل في المناطق الريفية من سياسات الحماية الاجتماعية وسبل العيش المرنة عنصرين أساسيين للخروج من مصيدة الفقر وتوفير الفرص.

الزراعة الأسرية هي وسيلة لتنظيم الإنتاج في مجالات الزراعة والغابات وصيد الأسماك والرعي وتربية الأحياء المائية التي تديرها وتقوم بها الأسرة، وتعتمد في الغالب على العمل الأسري لكل من النساء والرجال.وهناك ترابط بين الأسرة والمزرعة، وتتشاركان في التطور وتجمعان بين الوظائف الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية

وتتوافق ركائز العمل السبعة المحددة كلبنات أساسية لتنفيذ عقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية، توافقًا تامًا مع روح إطار أهداف التنمية المستدامة ومبادئه التوجيهية على النحو التالي:

الركيزة 1تطوير بيئة سياسات تمكينية لتعزيز الزراعة الأسرية و الركيزة 2دعم و تمكين الشباب من الحصول على الأراضي والوصول إلى الموارد الطبيعية الأخرى والمعلومات والتعليم والبنية التحتية والخدمات المالية والأسواق وعمليات صنع السياسات المتعلقة بالزراعة وتحفيز شباب المزارعين على ربط المعارف التقليدية والمحلية بالأفكار المبتكرة ليصبحوا الوكيل للتنمية الريفية الشاملة.

الركيزة 3تعزيز المساواة بين الجنسين في الزراعة الأسرية والدور القيادي للمرأة الريفية. و الركيزة 4تعزيز منظمات المزارعين الأسرية وقدراتها على توليد المعرفة، وتمثيل المزارعين وتقديم خدمات شاملة في سياق المناطق الحضرية و الركيزة 5تحسين الإدماج الاجتماعي الاقتصادي للمزارعين الأسريين والأسر الريفية والمجتمعات المحلية وتعزيز رفاههم وقدرتهم على الصمود.و الركيزة 6تعزيز استدامة الزراعة الأسرية للنظم الغذائية المقاومة للمناخ و الركيزة 7تعزيز تعدد أبعاد الزراعة الأسرية لتعزيز الابتكارات الاجتماعية التي تسهم في تنمية الأراضي وفي النظم الغذائية التي تحمي التنوع البيولوجي والبيئة والثقافة.

من هذا المنطلق ان مبادرة حــيــــاة كريــــمـة هي تنفيذ عملي لخطة الأمم المتحدة للزارعة الأسرية ( التنمية الريفية ) التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في ٢ يناير عام ٢٠١٩ لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة خلال العام ٢٠١٩ كما تسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين الأكثر احتياجًا وبخاصة في القرى.

تهدف إلى التخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر إحتياجاً في الريف والمناطق العشوائية في الحضر وتعتمد المبادرة على تنفيذ مجموعة من الأنشطة الخدمية والتنموية التى من شأنها ضمان “حياة كريمة” لتلك الفئة وتحسين ظروف معيشتهم.

الفئات المستهدفة هي الأسر الأفقر في القرى المستهدفة و الشباب العاطل عن العمل و الأيتام والنساء المعيلات والأطفال و الاشخاص ذوي الإعاقة .المعايير الأساسية لتحديد القرى الأكثر إحتياجاً ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه و إنخفاض نسبة التعليم وإرتفاع كثافة فصول المدارس و الإحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد إحتياجات الرعاية الصحية و سوء أحوال شبكات الطرق و إرتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة في تلك القرى.

المرحلة الأولى من المبادرة تستهدف عدد 377 قرية الأكثر إحتياجاً والأكثر تعرضا للتطرف والإرهاب الفكري، والتي تتراوح نسبة الفقر فيها 70% فأكثر، بإجمالي عدد أسر 756 ألف أسرة (3 مليون فرد) ١١ محافظة.

المرحلة الثانية من المبادرة القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى ٧٠ %: القرى الفقيرة التي تحتاج لتدخل ولكنها أقل صعوبة من المجموعة الأولى.

المرحلة الثالثة من المبادرة القرى ذات نسب الفقر أقل من 50%: تحديات أقل لتجاوز الفقر .المعايير الأساسية لتحديد القرى الأكثر إحتياجاً

حيث بدء ات بأعمال تطوير قرية صفط تراب بالغربية لتكون بداية لنموذج القرية المصرية المتوافقة بيئيا وذلك بالتعاون مع جمعية النادي النسائي المصري الدولي بنيويورك التابع لمجموعة نيو إيجيبت أحد أذرع وزارة الدولة للهجرة فى الخارج .

تم تنفيذ برنامج تدريبى لمجموعة من شباب القرية تم خلاله التدريب على آليات ومهارات الحفاظ على البيئة والزراعة المستدامة ومهارات الاتصال العرض والتقديم بالإضافة إلى تدريبهم على كيفية تنفيذ حملات طرق الأبواب للتواصل المباشر وجها لوجه مع اهالى القرية وتمكينهم من مهارات التأثير السريع من خلال إدارة حوار تبادلي يدفع المستهدفين إلى إعادة التفكير فى أهمية الحفاظ على البيئة كما تم تدريب الشباب على صياغة عدد من الرسائل البيئية ليقوموا بتوعية أهالى القرية وتدريبهم على المشروعات البيئية متناهية الصغر للمساعدة فى عملية التنمية وايجاد فرص عمل لهم.

و تنفيذ رحله بيئية لهؤلاء الشباب لمحمية وادى الريان ووادى الحيتان و تنظيم زيارة ميدانية لقرية تونس النموذجية بالفيوم وذلك لتبادل الخبرات حيث تعد نموذج للقرية الخضراء التي تنتج وتبدع وتؤكد استمرار تمسكها بالماضي وجذورها وتتطلع لمستقبل جديد.

متابعة كافة عمليات جمع المخلفات من الوحدات السكنية ونقلها والتخلص الآمن منها الى جانب متابعة عمليات التطهير لجوانب الترع والمصارف من المخلفات المتراكمة حيث تم القيام بحملة نظافة بمدخل القرية علي جانبي ترعة القرشية ورفع ما يقرب من 50 طن قمامة من المخلفات ونواتج التطهير وقام مسؤلى البرنامج بعقد عدة اجتماعات مع رؤساء المراكز والأحياء والرائدات الريفيات بالمراكز للمشاركة فى توعية المواطنين بأهمية النظافة العامة والعمل على النهوض بقراهم.

كما تم صيانة عدد كبير من كشافات الإنارة بشوارع القرية وسيتم استكمال تنفيذ عدد من الأنشطة بالقرية بالتنسيق مع الجهات المعنية من اعمال تطهير للترع والمصارف وإلزام المصانع الموجودة حول القرية بتوفيق أوضاعها وتنفيذ حملات نظافة بسواعد شباب القرية وتشجير للشوارع الرئيسية بها لتصبح قرية صديقة للبيئة و ذلك للدفع باستراتيجية مصر للتعافي للأخضر و خطة مصر 2030 للتنمية المستدامة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المنشورات الأحدث

قصيدة من مسيرة المهندس وليد حسان الأشوح، مبرزةً اهتماماته المتنوعة في مجالات التنمية المستدامة، البيئة، والبحث العلمي

وليد حسان الأشوح *قصيدة: "رجلٌ من نورٍ واستدامة"** على دربِ العِلْمِ والخيرِ يسيرُ، في كُلِّ خطوةٍ ينبضُ الضميرُ، شُعاعُ فكرٍ في...