الإقتصاد الأزرق في مصر

 

أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى، تكليفاته وتوجيهاته للحكومة والمحافظين، بتعميق وتطهير و ازالة التعديات و زيادة الثروة السمكية بالبحيرات الشمالية فى مصر و التي تعد أراضي رطبة بعد أن عانت سنوات من الإهمال والتلوث والتعديات، وأكد الرئيس أنه سيعيد البحيرات إلى الوضع الذى كانت عليه قبل 200 عام وجعلها مناطق جاذبة للسياحة خاصة السياحة البيئية المستدامة و انشاء محطات تحلية مياة البحر .

كانت النظرة السائدة لسنوات عن المسطحات المائية أنها ضخمه إلى حدٍ يحول دون استنزافها ونتيجة لهذا الفكر الخاطئ الأعشاب البحرية أخذت في التدهور بنسبة 64% من الأراضي الرطبة أختفت منذ عام 1900 أي بمعدل 3 أضعاف الغابات و 40 % من الشعاب المرجانية و 43 %من أشجار المانجروف .

لذا سعى الفكر المستدام إلى تحقيق التكامل بين السياسات الثلاث الحماية الفعالة والإنتاج المستدام والازدهار العادل مع إدارة الأنشطة البشرية إدارة استباقيةً لاستخدام المسطحات المائية بحكمة عوضاً عن استنزافه.

ذلك للمساعدة على إنتاج غذاء أكثر 6 أضعاف حجم إنتاجه الحالي و توليد طاقة متجددة أكثر بحوالي 40 ضعفاً و الإسهام بخمس مقادير الخفض من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري اللازمة و توفير 12 مليون وظيفة و انتاج نصف أكسجين الكوكب و إمتصاص 93 % من الحرارة التي ينتجها البشر في العالم و أحد مخازن ثاني أكسيد الكربون في الطبيعه و يعتمد عليها90 % من البضائع المتداولة و يوفر قطاع الغذاء المعتمد على التنوع البيولوجي البحري وحده ما يصل إلى 237مليون وظيفة منها الصيد وتربية الأحياء المائية والمعالجة و يعتمد أكثر من 3 مليار شخص على الغذاء البحري و زيادة المرتبات بمعدل 14.2 % .

بنظرة اقتصادية للموائل الساحلية مثل غابات المانغروف التي تساهم 800 بليون دولار سنوي و الشعاب المرجانية التي تسهم وحدها 36 بليون دولار في الناتج العالمي و الأراضي الرطبة وتساهم 47 تريليون دولار و سياحة مشاهدة الحيتان تساهم 2 بليون دولار وتساهم في صناعة الصيد بمقدار 150 بليون دولار و الأعشاب البحرية و كمية الكربون الممتصة في السنة تساوي 4.3 تريليون دولار و التنوع البيولوجي البحري تساوي 6.9 تريلين دولار و اعمال التجارة البحرية 5.2 تريليون دولار .

الاقتصاد الازرق ( الكربون الأزرق ) هو الأنشطة الإقتصادية المرتبطة بالمسطجات المائية و ما تحوية من تنوع بيولوجي بحري و كيفية خلق برامج لتقييم تلك المسطحات المائية و التنوع البيولوجي البحري حيث ظهر في اعقاب مؤتمر ريو 20 عام 2012 و يحتل المركز السابع عالميا و يتوقف ثلثي هذا الإقتصاد علي مدي صحة و جودة المسطحات المائية و التنوع البيولوجي البحري و يساهم 2.5 تريليون دولار في اجمالي الناتج العالمي و سوف يزداد بالإدارة المستدامة الي 15 مليار و نصف دولار أمريكي علي مدار ثلاثون عاما من 2020 : 2050

في اليوم العالمي للأراضي الرطبة 2021تحت شعار الأراضي الرطبة والمياه لا ينفصلان وضروريان للحياة الأراضى الرطبة هي الأراضي المشبعه أو المغمورة بالماء إما بشكل دائم أو موسمي يمساحة أقل من هكتار الي 6 مليون هكتار بمعمق 6 م في أقل المناطق عمقاً و غنية بالتنوع البيولوجي تحتوي علي أكثر من 100 ألف نوع من أنواع الكائنات البحرية التي تعيش في المياة العذبة و موطن للبرمائيات و الزواحف و إستيطان الطيور المهاجرة تبلغ مساحة الأراضي الرطبة عالميا 12.1 مليون كم مربع .

أنواع الأراضي الرطبه طبيعية مثل البرك و البحيرات والمستنقعات و أراضي الخث و الأراضي العشبية البحرية و الأراضي الساحلية ( أشجار المانجروف و الشعاب المرجانية ) و أراضي المد و الجزر و أماكن إلتقاء الماء المالح بالماء العذب و مصبات الأنهار و صناعية مثل أراضي الأرز و مستنقعات الأملاح و أحواض الأنهار

فوائد الأراضي الرطبه مصدر للمياة العذبة و الغذاء و مصفاة للمياة الملوثة و حائط صد ضد الفياضانات و الأعاصير و توسونامي و الجفاف و مصدر لتجديد المياة الجوفية و مصدر للدخل القومي حيث السياحة البيئية ( مراقبة الطيور المهاجرة و الشعاب المرجانية ) و تخفف من حدة تغيرات المناخ و تحافظ علي الشواطئ من النحر و تقلل من ملوحة التربة حيث أشجار المانجروف ومصدر للدخل للفرد و تحافظ علي التنوع البيولوجي البحري و تعمل علي زيادتة وموطن جذب لإستيطان أنواع جديدة من الطيور المهاجرة .

نتيجة لتلاشي الأراضي الرطبه إنقراض ربع الأسماك و الطيور البحرية و السلاحف و 81% من التنوع البيولوجي البري مهدد بالإنقراض و 36% من التنوع البيولوجي البحري مهدد بالإنقراض و جودة المياة أقل بسبب الصرف غير المعالج مما سيؤدي الي ارتفاع الفسفور و النيتروجين و بالتالي زيادة زيادة الطحالب مما يؤدي الي فناء الحياة البحريه .

يحكمها إتفاقية رامسار إتفاقية دوليه وقع عليها 170 دوله عام 1975 تهدف للحفاظ و الإستثمار في الأراضي الرطبة مدرج بها حوالي 2300 موقع ذات أهمية بمساحة 250 مليون هكتار أي حوالي 13 :18% من مساحة الأراضي الرطبه .

دخلت مصر تلك الإتفاقية في 9/9/1988 و تم إعتماد عدد 4 مواقع بمساحة 415532 هكتار و هي بحيرة البردويل 59500 هكتار و بحيرة البرلس 46200 هكتار و بحيرة قارون ( محمية طبيعية ) 134042 هكنار و وادي الريان ( محمية طبيعية ) 175790 هكتار .

إذن الحلول للتصدي لندرة المياه في العالم هي توقفنا عن تدمير الأراضي الرطبة و استعادة المتدهورة منها و توقفنا عن بناء السدود على الأنهار أو الإفراط في سحب المياه من طبقات المياه الجوفية ومعالجة مشكلة التلوث في مصادر المياه العذبة و رفع كفاءة استغلال المياه، و الإستخدام المستدام للأراضي الرطبة و دمجها في خطط التنمية وإدارة الموارد.

لذا رأس المال الناتج عن نشاط اقتصادي غير مستدام يؤدي إلى تآكل قاعدة الموارد الذي يعتمد عليها هذا النمو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المنشورات الأحدث

قصيدة من مسيرة المهندس وليد حسان الأشوح، مبرزةً اهتماماته المتنوعة في مجالات التنمية المستدامة، البيئة، والبحث العلمي

وليد حسان الأشوح *قصيدة: "رجلٌ من نورٍ واستدامة"** على دربِ العِلْمِ والخيرِ يسيرُ، في كُلِّ خطوةٍ ينبضُ الضميرُ، شُعاعُ فكرٍ في...