الفراعنة و التعافي للأخضر

 

لبناء حضارة بيئية تحقق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية بدأت منذ أكثر من 7000 سنه علي ضفاف نهر النيل حيث اقامت المحاكم البيئية للحد من التعدي على المسطحات المائية خاصه نهر النيل و الصيد الجائر للتنوع البيولوجي و الرعي الجائر نتيجة لإيمانها بضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة و يؤكد ذلك اتخاذ شعار الأقاليم واغلب رموز الكتابة الهيروغليفية من التنوع البيولوجي و استخدام ألوان الرسومات من الطبيعة و تقدمها في مختلف العلوم و الفنون و أول حضارة تطبق معايير الاقتصاد البرتقالي و يظهر ذلك من اللون البرتقالي السائد علي الرسومات و من إيمانهم بضرورة تسجيل الاحداث علي جدران المعابد الفرعونية لنقل التراث الثقافي للأجيال القادمة و حفظ حقوق الملكية الفكرية .

يتساءل العالم منذ بداية جائحة كرونا عن رؤية مستقبلية عالمية لما بعد كرونا و تقارير عالميه تتحدث عن الدروس المستفادة من كرونا من ضرورة الاهتمام و دعم البحث العلمي و مشاركة الأبحاث العلمية و توافر خطط طوارئ للتصدي الحوائج و الأوبئة و الحد من الاتجار غير المشروع فى التنوع البيولوجي وما نتج عنها من أسواق رطبه ( اقتصاد اسود ) و سرعة التغيير التحويلي لاقتصاد اخضر و الحد من التعدي علي الموائل الطبيعية لمنع الاختلاط بين الإنسان و الحيوان و رفع الوعي بالكائنات الحية المستأنثة و عدم اتخاذ الدول موقف المدافع فقط لأن تكلفتها الاقتصادية اعلي من اتخاذ إجراءات للحد من انتشار الجائحة و الإنسان هو السبب الرئيسي لتلك الحوائج نتيجة للتدهور البيئي الذي احدثة في الكوكب تلك هي رسائل الجوائح .

و بالرغم من عدم وجود رؤية مستقبلية عالمية واضحة يطلق دولة رئيس الوزراء استراتيجية التعافي الأخضر بعد كرونا لإكمال مسيرة حضارة عمرها اكثر من 7000 عام و ذلك اعتمادا علي الإجراءات الاستباقية التي قامت بها مصر من سندات خضراء و دليل الاستدامة و الصناديق السيادية و النقل الأخضر و الطاقة المتجددة و اصدار قانون المخلفات و مبادرات توعوية مثل اتحضر للاخضر و استدامة و كن سفيرا و رفع كفاءة التراث الثقافي ( الأثار) و التراث الطبيعي ( المحميات الطبيعية ) و حماية و تجديد المسطحات المائية .

ان التعافي للأخضر بالرجوع الي الطبيعه و الحلول المعتمدة علي الطبيعه سوف يوفر 191 مليون وظيفه و رفع كفاءة المحميات الطبيعية و زيادة عددها سوف يوفر 295 ألف وظيفة.

أي خسارة في الموائل الطبيعية والتنوع البيولوجي سوف تتسبب في فيضانات واسعة النطاق ومكلفة ، وتغير المناخ وظهور الأمراض واعتلال الصحة ، ونقص المياه النظيفة وفقدان التلقيح المحصولي وانخفاض الإنتاجية والعديد من العوامل الأخرى كل هذه النتائج السلبية هي نتيجة لتدهور البنية التحتية الطبيعية التي تدعم النشاط الاقتصادي البشري والرفاهية إحدى أدوات السياسة الرئيسية لإبطاء فقدان التنوع البيولوجي وتدهور الطبيعة هي إنشاء مناطق محمية .

قطاع الحفاظ على الطبيعة هو مساهم صاف في الاقتصاد العالمي ، وليس استنزاف حيث ان الربح الاقتصادي غير النقدي و الذي يعتبر "سلع عامة "وحاليا خارج اقتصاد السوق حيث يشمل خدمات النظام البيئي مثل المناخ التخفيف من التغيرات وتوفير المياه النظيفة والحفاظ على التربة. في حين أن الدراسات قدرت القيمة العالمية الإجمالية لخدمات النظام البيئي الطبيعية بما يصل إلى 125: 170 تريليون دولار سنويًا تساهم بأكثر من نصف إجمالي الناتج العالمي (44 تريليون دولار سنويا ) في ظل تدهور 25% من الموارد الطبيعية العالمية و تلوث يكفي لتدمير 4 كواكب بحجم كوكب الأرض .

زيادة المناطق المحمية و رفع كفائتها أحد المقترحات الرئيسية للمؤتمر الخامس عشر للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي هو زيادة التغطية العالمية للمناطق المحمية إلى 30٪ على الأقل بين 2020 و 2030 (الهدف 2 في مشروع إطار التنوع البيولوجي العالمي لما بعد 2020).

زيادة المناطق المحمية عالميا لتغطي 30٪ تحمينا من خسارة تتراوح بين 170 و 534 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2050 هي قيمة الفيضانات وتغير المناخ وفقدان التربة وأضرار العواصف الساحلية التي تحدث حاليًا حوالي 16٪ من اليابس و 7.4٪ من المحيطات تقع في مناطق مخصصة أو مقترحة للحماية (و 2.5٪ فقط من المحيطات تقع في مناطق محمية كاملة) .

يتطلب حماية 30٪ من اليابسة والمحيطات في العالم 0.16٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و وجدت دراسة أن كل دولار واحد تم استثماره في نظام الحديقة الوطنية أعاد 10 دولارات إلى الاقتصاد .

تقدم حماية 30% من التنوع البيولوجي فوائد غير نقدية رئيسية تؤدي إلى زيادة الناتج الاقتصادي مقارنة بالوضع الراهن بمتوسط 250 مليار دولار سنويا (ويقدر التقرير مجموعة من 64-454 مليار دولار ، حيث ستختلف التكاليف والفوائد باختلاف المناطق المحمية.

يولد المزيد من الفوائد الاقتصادية غير النقدية من خدمات النظام البيئي بمتوسط 350 دولارًا مليارًا سنويًا (يقدر التقرير نطاقًا يتراوح بين 170 و 544 مليار دولار) بحلول عام 2050.

السياحة البيئية هي مساهم رئيسي في الناتج المحلي الإجمالي العالمي ، يقدر أن تساهم 344 مليار دولار الي 600 مليار دولار سنويًا ومن المتوقع أن يتضاعف عدد السياح إلى أفريقيا بحلول عام 2030

اضف الي ذلك التعافي الي اقتصاد اخضر سوف يحصد منافع اقتصادية مباشرة بقيمة 26 تريليون دولار و تحقيق نمو أزرق سوف يحصد منافع اقتصادية مباشرة بقيمة 15 تريليون دولار و تطبيق الإقتصاد الدائري سوف يحصد منافع اقتصادية مباشرة بقيمة 15 تريليون دولار و يحد من التلوث بنسبة 25% و يحافظ علي درجات حرارة اقل من 2 درجة مئوية بنسبة 66% .

لذا أقترح عمل فيلم وثائقي عن الحضارة الفرعونية كحضارة بيئية تطبق معايير الاستدامة بالفطرة لعرضة في مؤتمر التنوع البيولوجي بالصين تحت شعار حضارة بيئية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المنشورات الأحدث

قصيدة من مسيرة المهندس وليد حسان الأشوح، مبرزةً اهتماماته المتنوعة في مجالات التنمية المستدامة، البيئة، والبحث العلمي

وليد حسان الأشوح *قصيدة: "رجلٌ من نورٍ واستدامة"** على دربِ العِلْمِ والخيرِ يسيرُ، في كُلِّ خطوةٍ ينبضُ الضميرُ، شُعاعُ فكرٍ في...